الأحلام القطرية تتبخر وصعود اليابان وفيتنام
تبخرت أمال المنتخب القطري في الصعود للدور الثاني من كأس أمم آسيا الرابعة عشرة بعد أن خسر مباراة الجولة الأخيرة في المجموعة الثانية أمام نظيره الإماراتي بنتيجة (1-2)، في الوقت الذي تغلب فيه المنتخب الياباني على نظيره الفيتنامي بنتيجة 4-1 ليتأهل كلاهما إلى الدور الثاني.
في المباراة الأولى التي أقيمت على ملعب الجيش في مدينة هو تشي مينه، تقدم المنتخب القطري قبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق عن طريق سباستيان سوريا من ركلة جزاء، وتعادل المنتخب الإماراتي في الدقيقة 59 عن طريق سعيد الكاس، قبل أن يخطف البديل فيصل خليل هدف الفوز في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.
وعلى ملعب ماي دينه في العاصمة الفيتنامية هانوي، تأهل منتخب اليابان كمتصدر للمجموعة بعد تحقيقه فوز كبير على فيتنام بنتيجة 4-1، وتأهل الأخير كثاني المجموعة بعد فشل المنتخب القطري في تحقيق الفوز.
تقدم الفيتناميون في الدقيقة الثامنة عندما سجل الياباني كيتا سوزوكي هدفاً بالخطأً في مرماه، وعادل سيتشيرو ماكي النتيجة لليابانيين في الدقيقة 12، ثم سجل ياسوهيتو إيندو الهدف الثاني في الدقيقة 32 من ركلة حرة مباشرة، في الشوط الثاني أضاف شونسوكي ناكامورا هدفاً ثالثاً في الدقيقة 53 قبل أن يحرز ماكي هدفه الشخصي الثاني ويختتم الرباعية اليابانية في الدقيقة 59.
وتلتقي اليابان في الدور ربع النهائي مع أستراليا التي حققت المركز الثاني في المجموعة الأولى، وستقام المباراة على ملعب ماي دينه في هانوي، بينما يسافر المنتخب الفيتنامي إلى العاصمة التايلاندية بانكوك لملاقاة نظيره العراقي متصدر المجموعة الأولى.
قطر – الإمارات
قدم المنتخب القطري أسوأ عروضه في البطولة خاصة في الشوط الثاني الذي بدأه وهو متقدم بهدف مقابل لا شيء وبدلاً من البحث عن تعزيز النتيجة، لجأ إلى الدفاع للحفاظ على تقدمه، وهو ما أعطي الفرصة للمنتخب الإماراتي (الذي لم يكن لديه ما يخسره بعد خروجه رسمياً في الجولة الماضية) لكي يسيطر على مجريات اللقاء ويسجل هدف التعادل ثم هدف الفوز.
وبدأ الفرنسي برونو ميتسو، مدرب المنتخب الإماراتي، المباراة بتشكيلة مغايرة لتلك التي بدأ بها مباراتيه السابقتين في المجموعة، والتي تعرض فريقه فيهما للخسارة صفر-2 أمام فيتنام و1-3 أمام اليابان، فضمت التشكيلة ثماني تغييرات أبرزها مشاركة الحارس وليد سالم وعدة لاعبين شباب هم المدافع يوسف جابر (22 عاماً) ولاعبي الوسط أحمد مبارك (19 عاماً) وأمير مبارك (19 عاماً)، بالإضافة لاعتماده في الهجوم على سعيد الكاس ونواف مبارك.
وأجرى البوسني جمال الدين موسوفيتش مدرب المنتخب القطري أيضاً أربعة تغييرات على تشكيلته التي بدأ بها مباراة فيتنام (والتي تعادل فيها 1-1). فشهدت التشكيلة مشاركة المهاجم الشاب علي عفيف (19 عاماً) و لاعب الوسط مجدي صديق والمدافع محمد بلال من البداية، بالإضافة لعودة حسين ياسر من الإيقاف بعد طرده في اللقاء الأول أمام اليابان.
شهدت النصف ساعة الأولى من اللقاء سيطرة للمنتخب القطري ولكن دون القدرة على ترجمة ذلك إلى أهداف، وكانت أول هجمة حقيقية بعد خمس دقائق فقط من صافرة البداية عندما سدد مجدي صديق كرة قوية من على أطراف منطقة الجزاء أبعدها الحارس وليد سالم بصعوبة إلى ركنية.
وفي الدقيقة 14، تلقى سوريا تمريرة طولية في نصف الملعب الإماراتي فاستغل تقدم الحارس سالم واسقط الكرة داخل المرمى ولكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل.
ثم أضاع حسين ياسر فرصة محقق للتسجيل في الدقيقة 24 عندما مهد له سوريا الكرة برأسه وهو داخل منطقة الجزاء على بعد أمتار قليلة من المرمى الإماراتي فسددها برعونة فوق العارضة.
واكتسب الإماراتيون الثقة بعد النصف ساعة الأولى وبدأو في الدقيقة 14 و في تهديد المرمى القطري، فكانت أخطر محاولاتهم في الدقيقة 31 عندما مر لاعب الوسط المتألق أحمد مبارك دادا بمهارة وسدد كرة قوية من على أطراف منطقة الجزاء مرت قريبة من القائم الأيسر للحارس صقر.
استقبل سعيد الكاس بعدها بدقيقتين الكرة داخل منطقة الجزاء القطرية فسدد كرة قوية وهو شبه منفرد بالحارس صقر، لكن الأخير أبعدها بأطراف أصابعه قبل أن يحتسب الحكم الكرة تسلل.
للمباراة الثالثة على التوالي أخذ سوريا الأمور على عاتقه من أجل تسجيل هدف قطري، فراوغ الدفاع الإماراتي داخل منطقة الجزاء قبل أن يعرقله عبد الرحمن راشد ويحصل على ركلة جزاء في الدقيقة 40.
وسدد سوريا ركلة الجزاء بنجاح على يسار الحارس الإماراتي مسجلاً هدف التقدم لقطر، لكن الحكم أمر بإعادة ركلة الجزاء بعد دخول أحد لاعبي قطر لمنطقة الجزاء قبل تنفيذها، وعاد سوريا فسدد الكرة على يمين الحارس هذه المرة وأكد التقدم القطري.
في الدقيقة الأخيرة أضاع القطريون فرصة أخرى سهلة بسبب عدم التفاهم بين لاعبيه، عندما وصلت كرة عرضية جميلة من الناحية اليسرى لبلال محمد وعبد الله كوني على بعد ياردات قليلة من المرمى الإماراتي، فأبعدها الأخير بيده من على رأس الأول إلى خارج الملعب.
اختلف الأداء القطري في الشوط الثاني، ودانت السيطرة للإماراتيين في الوقت الذي بدا عدم التفاهم واضحاً بين لاعبي قطر واعتمدوا على محاولات الاختراق الفردية من سوريا وحسين ياسر، ونجح سعيد الكاس في إحراز هدف التعادل للمنتخب الإماراتي في الدقيقة 58 عندما قابل كرة عرضية من الناحية اليمنى برأسية متقنة إلى داخل الشباك القطرية.
وبدأ موسوفيتش في إجراء تغييراته بعد الهدف الإماراتي فدفع بماجد محمد بدلاً من علي عفيف (الدقيقة 69) ثم بمسعد الحمد بدلاً من مصطفى عبدي (الدقيقة 72)، وأخيراً عادل لامي بدلاً من وسام رزق (الدقيقة 78).
لكن ذلك لم يغير من شيء واستمرت السيطرة نوعاً ما للمنتخب الإماراتي الذي اكتسب لاعبوه المزيد من الثقة واندفعوا بحماس من أجل إحراز هدف أخر، في الوقت الذي ظهر التوتر على لاعبي قطر مع مرور الوقت، حتى جاءت الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع لتشهد هدف الفوز الإماراتي عندما تابع المهاجم فيصل خليل (الذي نزل بديلاً لسعيد الكاس في الشوط الثاني) كرة ارتدت من الحارس محمد صقر إلى داخل المرمى القطري.
يذكر أن هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يخرج فيها منتخبا قطر والإمارات من الدور الأول للنهائيات، بعد أن لقيا نفس المصير في كأس آسيا 2004 في الصين.
اليابان – فيتنام
لم يجري البوسني إيفيكا أوسيم مدرب المنتخب الياباني، أي تغيير على تشكيلة اليابان التي فازت في المباراة الأخيرة على الإمارات 3-1، بينما شهدت تشكيلة فيتنام عودة لاعب الوسط نغوين مينه تشوين الذي تألق في المباراة الأولى أمام الإمارات وصنع هدفين ولم يلعب أساسياً في المباراة الثانية أمام قطر.
وجد اليابانيون أنفسهم متأخرين بهدف في الدقيقة الثامنة بعد أن قابل لاعبهم كيتا سوزوكي كرة عرضية من الناحية اليسرى بلمسة واحدة إلى داخل شباكه.
واستفاق اليابانيون بعد الهدف وبدأوا في الزحف نحو مرمى الفيتناميين، وفي الدقيقة 12 مر شونسوكي ناكامورا بمهارة في الناحية اليسرى ولعب كرة عرضية أمام المرمى الفيتنامي اقتنصها ماكي برأسية رائعة مسجلاً هدف التعادل.
ثم سيطر المنتخب الياباني بشكل كبير على مجريات اللعب مع اعتماد نظيره الفيتنامي على الهجمات المرتدة، فكاد كينغو ناكامورا أن يضيف هدفاً ثانياً في الدقيقة 16 عندما وصلت له الكرة على أطراف منطقة الجزاء الفيتنامية ولكنه سددها بجوار القائم الأيمن.
ومن هجمة مرتدة لفيتنام في الدقيقة 20 وصلت الكرة إلى نغويين فو بونغ الذي سدد كرة قوية مرت بالقرب من القائم الأيسر للحارس يوشيكاتسو كاواغوتشي.
وفي الدقيقة 32، احتسب الحكم ركلة حرة مباشرة للمنتخب الياباني على أطراف منطقة الجزاء الفيتنامية، سددها ياسوهيتو إيندو ببراعة على يسار الحارس الفيتنامي ديونغ هونغ سون.
وخلت الدقائق المتبقية من الشوط الأول من أي هجمات حقيقية، لينتهي بتقدم اليابان بنتيجة 2-1.
ومع بداية الشوط الثاني، ضغط المنتخب الياباني بشكل كبير من أجل تعزيز تقدمه ونجح بالفعل في ذلك في الدقيقة 53 عندما مرر إيندو كرة جميلة لناكامورا فسددها الأخير قوية في المرمى الفيتنامي، ثم أكد ماكي تفوق فريقه في الدقيقة 59 بإحرازه الهدف الرابع بكرة رأسية بعد عرضية من نجم اللقاء إيندو.
وقام مدرب المنتخب الياباني بثلاث تغييرات في الدقائق العشر التي تلت الهدف الرابع، من أجل إراحة نجوم فريقه قبل مباراة الدور ربع النهائي فأخرج شونسكوي ناكامورا وماكي وإيندو، وأشرك بدلاً منهم ناوتاكي هانيو وهيساتو ساتو وكوكي ميزونو.
واستمرت السيطرة اليابانية وكاد لاعبوه أن يضيفوا أهداف أخرى ولكن سوء الحظ وعدم التركيز أمام المرمى الفيتنامي حال دون ذلك، لينتهي اللقاء بهزيمة كبيرة لأصحاب الأرض الذين تأهلوا بعد نجاح الإماراتيين في خطف نقاط المباراة الثلاث أمام قطر.
وبذلك، تأهلت اليابان (حاملة اللقب والفائزة بهذه البطولة في أعوام 1992 و2000 و2004) إلى الدور الثاني للبطولة الخامسة على التوالي، وحققت فيتنام إنجازاً تاريخياً بتأهلها للمرة الأولى في تاريخها إلى الدور الثاني.
المصدر: الجزيرة الرياضية – فيتنام